Partager sur :

درا-تافيلالت.. تحية وفاء لرجل استثنائي من تربة الوطن المنسي

 

في زمنٍ كثر فيه الصمت وتواطأت فيه الكلمات، يبرز هذا الرجل كنغمة صدق في لحن مبحوح، لا يعلو صوته إلا من أجل الحق، ولا يرتاح له بال إلا حين تصل رسالته إلى قلوب من أنهكهم التهميش وعضّتهم قساوة الجغرافيا. رجل من طينة الندرة، نذر عمره لقول الحقيقة، وحمل همّ الأرض والإنسان من عمق زاوية منسية تُدعى درا-تافيلالت.

هو ليس فقط مثقفًا، بل مثقفًا ملتزمًا يختار الكلمة موقفًا، والمعرفة سلاحًا ناعمًا يواجه به الإقصاء واللامساواة. آمن أن الثقافة ليست ترفًا للنخبة، بل رافعة للوعي، وجسرٌ للكرامة والعدالة. ومن موقعه كحقوقي نزيه، لم يساوم يومًا على المبادئ، ولم يخذل القيم، بل ظلّ شامخًا كأطلس بلاده، صلبًا في المواقف، نقيًا في النوايا، عفيف اللسان، كريم المواقف.

هو ابن المدرسة الأمازيغية الأصيلة، التي لا تُخرّج سوى الرجال الأحرار، أولئك الذين تربوا على أن “أمغار” لا يخون، ولا يخذل، ولا يلين. متقدم دائمًا في الصفوف، مدافع شرس عن الإنصاف المجالي، والعدالة الجبائية، وعن حق كل قرية منسية في أن تُسمع شكواها في مراكز القرار.

كلمة شكر لا تكفي، ولا عرفان يوفي لهذا الرجل الذي يشبه الوطن في صدقه ونقائه، نبعث له بكل التقدير والامتنان، ونتمنى له عمرًا مديدًا، ليبقى صوته عاليا في وجه الصمت، وحضوره شاهدًا على أن في هذا البلد من لا يزال يؤمن أن التغيير يبدأ من قول “لا”.

Partager sur :