م-النوري.
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل مجلس مقاطعة أكدال بفاس، اعترضت المستشارة فاطمة الزهراء بلقاسم، المنتمية لحزب العدالة والتنمية، على مقترح لتسمية أحد شوارع المدينة باسم المناضل اليساري الراحل محمد بن سعيد أيت إيدر. جاء ذلك خلال اجتماع رسمي للمجلس الذي ناقش عدة قضايا تخص الشأن المحلي، من ضمنها هذا المقترح.
المستشارة بلقاسم أوضحت خلال الجلسة أن تسمية شارع باسم بنسعيد أيت إيدر قد يُثير حساسية سياسية بالنظر إلى التباين الواضح في المواقف الفكرية والسياسية بين التيارات داخل المجلس. وأشارت إلى أن اختيار أسماء الرموز الوطنية والسياسية يجب أن يتم بتوافق واسع لتجنب أي انقسامات قد تؤثر على استقرار العمل الجماعي للمجلس.
الاعتراض أثار نقاشًا حادًا بين أعضاء المجلس، حيث دافع مؤيدو المقترح عن دور أيت إيدر كرمز وطني ومناضل ساهم في تاريخ المغرب الحديث، معتبرين أن تكريمه عبر تسمية شارع باسمه يُعدُّ واجبًا وطنيًا. في المقابل، رأى آخرون أن تسمية الشوارع يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التوازن بين احترام الرموز الوطنية وعدم إثارة خلافات سياسية قد تُعطل مشاريع التنمية المحلية.
يُعدُّ بنسعيد أيت إيدر من أبرز الشخصيات الوطنية في المغرب، حيث كان له دور ريادي في الحركة الوطنية المغربية ومقاومة الاستعمار الفرنسي. كما أنه كان قائدًا سياسيًا للحزب الاشتراكي الموحد وأحد المدافعين عن حقوق الإنسان، وقد ارتبط اسمه بالنضال من أجل العدالة الاجتماعية والحريات العامة.
هذه الواقعة تفتح باب التساؤلات حول مدى تأثير الخلافات السياسية على اتخاذ القرارات المحلية، خاصة تلك التي تتعلق بتكريم رموز وطنية. وفي ظل هذا السياق، يرى مراقبون أن مثل هذه القضايا تتطلب مقاربة أكثر شمولية تعتمد على التوافق بدلاً من الانقسام السياسي.
لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن تسمية الشارع، حيث تقرر تأجيل المناقشات إلى جلسة لاحقة، على أمل أن يتم تحقيق توافق بين الأطراف المختلفة داخل المجلس.