Partager sur :

" مليون محفظة " مبادرة ملكية كريمة كيف تقبر بجرة قلم حكومية متهورة ؟ .

بقلم البكراوي المصطفى البزيوي. 
في ظل هذه الظروف العصيبة قررت حكومة المال و الأعمال تعطيل العمل ببرنامج مليون محفظة و هو برنامج ملكي طموح انطلق منذ سنة 2008.
 يهدف البرنامج الى شجيع التمدرس و محاربة الهدر المدرسي و ذلك بتوفير محفظة متكاملة المحتوى للتلميذ  مع اطلالة كل موسم دراسي. مبادرة محمودة و التفاتة مولوية كريمة تعفي أغلبية الأسر من التفكير في تكلفة الدخول المدرسي الذي لطالما اثقل كاهلها لسنوات و تثلج صدور الصغار في الظفر باللوازم اللازمة و تحمسهم للانخراط مباشرة في التنافس على البدل و العطاء و التحصيل دون الخوض في متاهات... بابا خاصني غلاف ....ماما قالينا الاستاذ جيبو .....و ما قد يكون للأمر من تداعيات على نفسية التلميذ و فرملة اندفاعه و شغفه المعرفي و لربما خلق الوضع تشنجا عائليا و قد يعصف بمستقبل أسر عديدة ...
لكنها أبعاد و عواقب تغيب عن اذهان أصحاب هذا القرار لبعدهم عن الواقع المعاش و عدم اعتمادهم على دراسات واقعية تعري واقع حياة الناس  . و بجرة قلم ادمجت المحفظة بكاملها  كمساهمة هزيلة في الدعم الاجتماعي المقدم للأسر المعوزة مسلطا - القرار - بذلك سيف المؤشر الاجتماعي البثارعلى اعناق الالاف من المستفيدين من برنامج مليون محفظة.
فأنت أيها الفطن الحكيم عندما تدفع المبلغ المعتمد الزهيد 200 درهم لفلاح بسيط حازم متابر في دوار نائي في أقاسي الجبال ليلقي بمعوله خلف ظهره  تاركا شغله  ممتطيا راحلته في اتجاه المركز ليتسمر في طابور من الحشود لساعات او أيام   ... و لنفرض انه صرف المبلغ للتو و اتجه إلى الكتبي فأنا له الظفر بمبتغاه في ظل غلاء الأسعار و جشع المضاربين و التجار  و ..و. ...و ...
هذا معيار الرجل العادي المسؤول كرب أسرة .أما إن انت ناولتها يا معالي الوزير لبعض النمادج سامحهم الله فاطلب من  زوجته او افرد له عون سلطة  يرافقه لصرفها في بابها  و إلا وجدته في الحين عند بائع مخدرات او حانة  لبيع المحظور على اقرب تقدير و هو ينشد و يغني  مدرستي الحلوة... مدرستي الحلوة ...فيها....فأين هي المصلحة الفضلى للتلميذ من هذا الواقع ،؟  و كلا الموقفين احلاهما مر .
إذا في الوقت الذي يرفع فيه جلالة الملك نصره الله شعار الدولة الاجتماعية المبنية على التكافل و التعاون بين مكونات المجتمع و إشاعة المعروف بينهم خصوصا مع علمنا بدخول مجموعة من النوايا الحسنة على خط هذه المبادرة لسنوات  و تثمينهم لجهودها و مساهمتهم فيها . فعلى الجهة المقابلة نجد أناس نفعييين انتهازيييين غايتهم المادة فقط و وسائلهم شتى خبيتة .و ما خفي اعظم و كفى من الضحك على الدقون .

Partager sur :