قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن "المنجزات الكبرى، التي حققها المغرب في ملف استرجاع صحرائه الجنوبية طيلة هذه السنوات، رافقتها مسيرات نضالية كبرى أولا على المستوى الدولي، سواء داخل هيئة الأمم المتحدة أو منظمة الاتحاد الإفريقي أو الاتحاد الأوروبي".
وأضاف بوصوف، في مقال له بعنوان "مغربية الصحراء ومغربية سواحله الأطلسية الجنوبية"، أن "النضال الذي تطلب جهدا خرافيا وذكاء سياسيا من المغرب توّج بتقديم مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية المغربية، في إطار السيادة المغربية في أبريل 2007، كسقف للتفاوض لإيجاد حل سياسي واقعي وتوافقي".
وأكّد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن "مبادرة الحكم الذاتي قلبت جميع أطروحات كيان البوليساريو"، مشيرا إلى أن "طابعها الواقعي والتوافقي والحل السلمي جعلها مقبولة من طرف الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى الكبرى".
وهذا نص المقال:
نحتفل بذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية الصحراوية، وبذكرى تنظيم المسيرة الخضراء العظيمة في شهر نوفمبر من كل سنة منذ 45 سنة، حتى غدت تلك الذكرى الخالدة عاملا للتحفيز ولمواصلة التعبئة، وأصبح الوفاء لروح المسيرة الخضراء التزاما مغربيا خالصا أبهر العالم، وأصبحت كل ذكرى للاحتفال مناسبة للكشف عن تفاصيل جديدة للمسيرة المتواصلة والمتجددة منذ نوفمبر 1975 إلى اليوم.
المنجزات الكبرى التي حققها المغرب في ملف استرجاع صحرائه الجنوبية طيلة هذه السنوات رافقتها مسيرات نضالية كبرى، أولا على المستوى الدولي، سواء داخل هيئة الأمم المتحدة أو منظمة الاتحاد الإفريقي أو الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد توقيع وقف إطلاق النار سنة 1991.
وهو النضال الذي تطلب جهدا خرافيا وذكاء سياسيا من المغرب توج بتقديم مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية المغربية في إطار السيادة المغربية في أبريل 2007 كسقف للتفاوض لإيجاد حل سياسي واقعي وتوافقي.
وقد قلبت مبادرة الحكم الذاتي جميع أطروحات كيان البوليساريو. كما أن طابعها الواقعي والتوافقي والحل السلمي جعلها مقبولة من طرف الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى الكبرى. كما أن رجوع المغرب إلى البيت الإفريقي ومشاركته بقوة في أشغاله جعلا العديد من الدول الإفريقية تتخلص من كل المناورات والأطروحات الزائفة، وأصبحت المنظمة الإفريقية تدعم بشكل حصري الأمين العام ومجلس الأمن في جهودهما من أجل حل سياسي سلمي توافقي وواقعي. والنتيجة أن 163 دولة لا تعترف بكيان البوليساريو بمعدل 85 بالمائة من أعضاء المنتظم الدولي، وهو ما يبرر الآن التواجد الديبلوماسي للعديد من البلدان العربية والإفريقية سواء في العيون أو الداخلة، مما يعني أننا تجاوزنا الاعتراف بمغربية الصحراء إلى إبرام شراكات اقتصادية ومشاريع ضخمة تضمن التنمية الاجتماعية للمناطق الجنوبية المغربية.
وثانيا على المستوى الداخلي، من خلال التعبئة والالتزام والانضباط والتشبع بالحق المغربي في صحرائه، والعمل على بنائها وازدهارها، وهو ما عمل المغرب عليه من خلال إشراك الصحراويين المغاربة في مسيرات التنمية السياسية عبر المشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية بكل أنواعها، وكذا الدستورية من خلال التقطيع الجهوي (الجهتان 11 و12)، وأيضا التنمية الاقتصادية من خلال البنية التحتية كالمدارس والمستشفيات والطرق وغيرها، وكذا المسيرة الحقوقية من خلال فروع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بكل من العيون والداخلة، وهو ما حاز تنويه قرارات مجلس الأمن في 31 أكتوبر.
خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2020 حمل معه الوجه الجديد للمسيرة الخضراء المتواصلة والمتجددة من خلال ترسيم المغرب لمجاله البحري في إطار القانون الدولي، أي معاهدة جامايكا في دجنبر 1982، وفي إطار سيادة المغرب على حدوده البحرية، التي تمتد من طنجة إلى أقصى الكويرة بجنوب الصحراء المغربية، وهو ما يعني تعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بجنوب المملكة وقبالة الواجهة الأطلسية، والمساهمة في المزيد من التكامل الاقتصادي المغربي، حيث سيصبح للمغرب ميناء طنجة المتوسطي في الشمال وميناء الداخلة الأطلسي في الجنوب، مما سيساهم في الإشعاع القاري والدولي.
إن المغرب ماض في تطبيق مقولة المغرب في صحرائه، من خلال العمل على تطوير اقتصاد بحري حقيقي بالأقاليم الجنوبية، سواء برا أو بحرا، وتنشيط الاقتصاد البحري، وتنشيط القطاع السياحي، خاصة السياحة الشاطئية لما تتوفر عليه من إمكانيات تجعلها جسرا بين المغرب وعمقه الإفريقي.
الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء يعني الحفاظ على روحها وفلسفتها وقيمها لمواصلة البناء والازدهار، وللدفاع عن قضايا المغرب العادلة، وتعزيز مكانته في محيطيه الإقليمي والدولي.