Partager sur :

“القضاء المغربي: نموذج للعدالة وحماية القيم في مواجهة تحديات العصر”. بقلم السيدة ليلى

 جنيف : بصفتي فردًا من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتحديدًا من مدينة جنيف عاصمة المنظمات العالمية، وانطلاقًا من إيماني الراسخ بدور القضاء في تعزيز دولة الحق والقانون وصون كرامة المواطن، أتشرف بتوجيه أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى السيد وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بمدينة الدار البيضاء.

لقد أثبتم من خلال جهودكم الحثيثة والمتفانية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”هيام ستار” عمق التزام القضاء المغربي بحماية حقوق المجتمع وتعزيز سيادة القانون ، إن هذا العمل المتميز الذي تصديتم له بكل حزم ومسؤولية يعكس إصراركم على الدفاع عن القيم النبيلة التي تُمثل هويتنا المشتركة كمغاربة سواء داخل الوطن أو خارجه.

إن هذه القضية التي تجاوز تأثيرها السلبي حدود الوطن، أضرت بصورتنا كمجتمع مغربي يحترم كرامة الإنسان، لا سيما كرامة المرأة التي تمثل نصف المجتمع وأساس تطوره. 
ورغم التحديات أثبتم أن القضاء المغربي قادر على التصدي للظواهر السلبية بحكمة وفعالية، مما يعزز الثقة في مؤسساتنا القضائية ويؤكد قدرتها على مواجهة تحديات العصر بوعي ومسؤولية.

لا يخفى على أحد أثر جهودكم المشرفة في تعزيز ثقة الجالية المغربية المقيمة بالخارج بمؤسسات الوطن، خاصة في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى المغرب، كونه سيحتضن حدثًا رياضيًا عالميًا يُعد فرصة لتقديم صورة مشرفة عن بلدنا الحبيب. 
إن القضاء بصفته حاميًا للقيم ومُكرسًا للعدالة يضطلع بدور محوري في التصدي لظواهر التفاهة التي قد تُسيء لصورة المغرب في ظل تحديات العولمة وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد رسّختم مبدأ أن حماية قيم المجتمع وصون كرامة المواطن هما ركيزتان أساسيتان لتقديم المغرب كنموذج حضاري يعكس تاريخه العريق وتطلعاته المستقبلية.

وإنني، كمواطنة مغربية أشعر بالفخر والاعتزاز بما قدمتموه من نموذج يُحتذى به في الإخلاص والتفاني، وهو إنجاز يُعد تجسيدًا لرؤية المغرب في تكريس دولة الحق والقانون. كما أن التزامكم باستخدام الأدوات الحديثة والتكنولوجيا في خدمة العدالة يؤكد مدى مرونتكم وقدرتكم على التكيف مع متطلبات عصر العولمة، مما يُبرز ريادة القضاء المغربي في مواجهة تحديات جديدة، داخل الوطن وخارجه.

أود أن أعرب عن دعمي الكامل وتقديري العميق لكم ولكافة القضاة الأفاضل، الذين يبذلون جهودهم الجبارة لتحقيق العدالة وإنصاف المواطن. وأثق بأنكم ستواصلون مسيرتكم المشرّفة لتعزيز مكانة القضاء المغربي ودوره المحوري في التصدي لكل ما يُهدد قيمنا ومبادئنا الأصيلة.

مع خالص التحية والتقدير،
السيدة ليلى

Arabe
Partager sur :