خلال استقبال قادة مشروع تأسيس حزب «البديل الاجتماعي الديمقراطي»..أوزين يُؤكد حاجة الأحزاب لإعادة البناء للقيام بوظائفها ويُبرز دور المعارضة في تقويم عمل الأغلبية.
استقبل محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بمعية خديجة الكور رئيسة منظمة النساء الحركيات، وحاتم بكار عضو المكتب السياسي، مساء يوم الجمعة 05 يوليوز 2024،بمقر الأمانة العامة للحزب بالرباط، وفدا من الهيئة التأسيسية لحزب «البديل الاجتماعي الديمقراطي» في أول خروج له لزيارة أحزاب المعارضة.
وبالمناسبة، رحب أوزين بأعضاء الهيئة التأسيسية لحزب «البديل الاجتماعي الديمقراطي»، مشيدا بمبادرتهم الجدية خاصة وأنها تأتي في إطار البحث عن أرضية مشتركة في أفق بناء أفق سياسي متوازن، والسعي لتطبيقه في ظل واقع سياسي يطبعه الاصطفاف الإيديولوجي المتجاوز.
وأكد أوزين حاجة المؤسسة السياسية والجمعوية والثقافية إلى وسائل إعادة البناء للقيام بوظائفها الدستورية في التأطير، قائلا:« سعادتنا في تدشين هذا المسار كحركة شعبية بقيادة جديدة للانحراط في هذا المسار المشترك والتعاون الذي نعتزم فتحه مع الجميع».
وفي السياق ذاته، خاطب أوزين الحضور مردفا:« إن مشروعكم الحامل لعنوان البديل الإجتماعي الديمقراطي يلتقي مع قيادة حركية حملت مشروع البديل الحركي السياسي والتنظيمي منذ المؤتمر الوطني 14 الأخير».
وأبرز أوزين أن الحركة الشعبية تؤمن بالتعددية الحزبية وليس الرقمية، موردا مسار الحركة الشعبية من أجل إرساء تعددية حزبية، منذ الميلاد، الذي كان من رحم القرى والجبال، لمواجهة هيمنة الحزب الوحيد آنذاك، وإقرار الحريات العامة والدفاع عن الأمازيغية، والعالم القروي.
بالموازاة، تحدث أوزين عن الانشقاقات الحزبية المغربية بشكل عام، مسجلا أن حزب الحركة الشعبية، الذي يتبنى «الليبرالية المحافظة»، لم يكن بعيدا عن هذه الإنشقاقات، بل واجه العديد منها، لكنه استطاع في 2006 استرجاع قوته، بعد إدماج 3 أحزاب حركية، في حزب الحركة الشعبية، أي العودة الى الأصل.
وبعد أن أورد أوزين أن مسار الحركة الشعبية من أجل التعددية ومن أجل مغرب المؤسسات لم يكن سهلا،أكد أن أفكار الحركة الشعبية لم تأت من الشرق أو الغرب بل هي وليدة التربة المغربية، حيث ظل الحزب عبر مساره السياسي نابع من واقع «تمغربيت » مذكرا أيضا بالمحطات التي طبعت الحركة الشعبية سواء من موقعها في الأغلبية أو المعارضة.
وتابع أوزين أن حزبه يعمل على تأسيس بديل حركي ويريد أن يكون كذلك، وهو ما يعمل على ترجمته من خلال تأسيس العديد من الروابط لتوسيع قاعدة أعضاءه.
في المقابل، تحدث أوزين عن الوضع السياسي الحالي الذي يتسم بالضعف ويعرف أزمة، قائلا:« كلشي كيبكي من كلشي»، مضيفا: «خصنا وقفة لتعرف ماذا نريد»، مشيرا إلى أننا أمام حكومة بدون مضمون ولا أفق رغم توغلها وهيمنتها وامتدادها المجالي والعمومي، لكنه بدون بصمة سياسية.
وأضاف أوزين:« اليوم يجب على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها التأطيري وبناء أرضية سياسية في سياق أي مجتمع نريد، لأن ما يهم المواطن هو الخبز، هو الصحة هو التعليم ..الخ».
أمين عام الحركة الشعبية، تحدث أيضا عن دور المعارضة، التي هي ركن أساسي في أي نظام ديمقراطي من خلال ما تلعبه من أدوار، لاسيما في ظل توغل أغلبية عددية، مؤكدا على ضرورة اعادة الاعتبار لدورها وفاعليتها التي تكمن في مدى قدرتها على تقويم عمل الأغلبية وذلك عبر توجيه الانتقادات لممارساتها أو تقديم التوجيهات والمقترحات، أو التعبير عن الرأي بالطرق المناسبة لحل مختلف الأزمات و مواجهة التحديات.
- قرمان يُؤكد الحاجة للتغيير وتطوير منظومة العمل الحزبي؛
من جهته، عبد الحكيم قرمان المنسق الوطني للجنة التحضيرية بحزب «البديل الاجتماعي الديمقراطي»، الذي أكد مبادرة أن التأسيس، تأتي كجواب عن حاجة مجتمعية للتغيير ولتطوير منظومة العمل الحزبي ، مضيفا أن الهدف يقوم على الإجابة على ثلاث أسئلة، هي لماذا المشروع وماذا سنفعل وأين سنسير، وقد جاوبنا على سؤالين وبقي لنا سؤال واحد « الله غالب» مازلنا نبحث عن جوابه.
قرمان، الذي هو أيضا باحث أكاديمي في العلوم السياسية، استعرض، مسار مشروع التأسيس حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، مسجلا أنهم يسعون إلى تعزيز التعاون مع مختلف الهيئات السياسية والوطنية والديمقراطية الحداثية لتقديم برنامج عملي يقوم على تحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي وتعزيز حقوق الإنسان، مبرزا الحاجة إلى الإنتقال من الديمقراطية التمثيلية والتشاركية الى ديمقراطية تداولية التي تستوجب إشراك الأجيال الجديدة في صناغة الفعل الحزبي بالمملكة، عبر تجديد النخب وتداولها للتسيير وتشجيع التجديد الفكري داخل الحزب.
من جهة أخرى، أكد قرمان، أنه نتحدث كثيرا عن العزوف السياسي، لكن في الواقع ليس هناك عزوف وإنما مجرد « إمساك» عن ممارسة الفعل السياسي إلى حين استرجاع الثقة في الأحزاب السياسية.
وخلص قرمان إلى ضرورة إصلاح الحقل السياسي، مشددا على أن مدخله الأساسي هو مراجعة قانون الأحزاب السياسية بكل أبعاده.
- الكور تُشدد على ضرورة إعادة الإعتبار لدور المثقف والتأطير;
من جهتها، خديجة الكور رئيسة منظمة النساء الحركيات، تحدثت عن أهمية تجديد نظم الحكامة داخل المؤسسة الحزبية والإنفتاح على مختلف أشكال التواصل الرقمي، مشددة على ضرورة اعادة الاعتبار لوظيفة التأطير السياسي للمواطنين والمواطنات ولدور المثقف داخل الأحزاب السياسية وإبداع آليات للعمل المشترك بهدف خلق التمفصلات الضرورية والذكية بين الثقافة والسياسة، مبرزة القيمة التي يجب أن تقوم بها الأحزاب في تحقيق نقلة نوعية على المواطنين اجتماعيا.
- بكار يَربط النفور من الأحزاب بصعوبة التواصل السياسي;
من جانبه، حاتم بكار (عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية)، تحدث عن تجربته في الحركة الشعبية، إلا أنه أكد حاجة الأحزاب السياسية إلى تجديد النخب والتنظيم وتأطير المواطنين.
بكار، الذي ربط الأسباب المؤدية إلى نفور الشباب من الأحزاب بصعوبة التواصل السياسي عند بعض الأحزاب، قائلا إن هذا الأمر يختلف من حزب إلى آخر، أبرز أن مسألة ثقة الشباب في الأحزاب السياسية ترتبط بمدى قدرة هذه الأخيرة على إدماج الشباب في منظومتها التنظيمية.
- تَغيير الصورة النمطية
إلى ذلك، أجمعت باقي المداخلات على أن الصورة النمطية التي ترسم عن العمل الحزبي تجعل الأحزاب عبارة عن تنظيمات فارغة من الإبداع والمبادرة وغير جاذبة للجيل الجديد، لا سيما في ظل التمسك بالخطاب السياسي الكلاسيكي ولا يأخذ في الاعتبار التحولات الاجتماعية المتسارعة.
يذكر أن أعضاء قادة حزب «البديل الاجتماعي الديمقراطي»يضم، بالإضافة إلى عبد الحكيم قرمان (المنسق الوطني للهيئة التأسيسية لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي) كل من إيمان غانمي (رئيسة لجنة المناصفة ومنتدى التواصل)؛ سعيد جوان
(رئيس منتدى اللوجيستيك والتدبير الرقمي)؛ زليخة لزعر (رئيسة منتدى الابداع والانسانيات)؛ مصطفى أحريش (رئيس منتدى المهن الفنية، مختص الثقافة الأمازيغية وباحث في الثقافة والتراث)؛ خديجة الدرعاوي (لجنة الدراسات والتخطيط)؛ نبيل الصافي
(رئيس منتدى الثقافة وتنمية المجال)؛ نادية ضاهر البلغيثي (رئيسة منتدى المواطنة والمجتمع المدني)، محمد بوغنيم البلبال
(مكلف بالأبحاث الميدانية والتأطير السياسي)؛ ومحمد فنيدو (لجنة السياسيات العمومية،مختص في الثقافة والفنون الحسانية).
المصدر ،موقع الحركة عن الصحفية صليحة بوجراف