شهدت شركة "إنترشيبينغ"، التي كانت تؤمن النقل البحري بين ميناء طنجة المتوسط وعدة موانئ أوروبية، إغلاقاً مفاجئاً بعدما كانت توظف 400 شخصاً وتوفر تذاكر بأسعار مخفضة للجالية المغربية في أوروبا. ومع هذا الإغلاق، تُرك مئات العمال دون وظائف أو تعويضات، ما أدى إلى حالة من الإحباط واليأس بينهم. ومن بينهم عزيز، الذي اتصل بنا ليشاركنا معاناته الشخصية والمهنية في مواجهة هذا الوضع الصعب.
تراكمات ضريبية وسوء إدارة تؤدي إلى الإغلاق
لم تكن إغلاق "إنترشيبينغ" بلا أسباب. فقد كانت الشركة تواجه تراكمات ضريبية كبيرة وديون متزايدة، بالإضافة إلى إدارة داخلية غير ناجحة. تدخلت السلطات الجمركية وصادرت سفن الشركة، كما تم حجز بعضها في موانئ أوروبية. هذه الصعوبات المالية كانت نتيجة سنوات من سوء التنظيم، ما أدى في النهاية إلى انهيار الشركة وإغلاقها.
عزيز وزملاؤه بلا تعويضات: الحلقة الأضعف في مجتمع يفضل الأقوياء على الضعفاء
عزيز، الذي أمضى سنوات عديدة يعمل في "إنترشيبينغ"، يجد نفسه اليوم بلا عمل ولا تعويضات، مثل زملائه الآخرين. ما يزيد من إحباطهم هو عدم وجود أي استجابة من المسؤولين. رغم محاولاتهم المتكررة لإيصال صوتهم، لم يتلقوا أي رد إيجابي. يقول عزيز: "نحن الحلقة الأضعف في مجتمع يتم فيه تهميش الضعفاء"، مشيراً إلى الشعور المتزايد بالظلم. يشعر العمال البسطاء بأنهم منسيون في نظام يبدو أحياناً أنه يعطي الأولوية للأقوياء، في حين أن بعض الاختلالات الإدارية تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
تجاهل مطالب العمال في ظل تعقيدات إدارية
إلى جانب فقدانهم لوظائفهم، يشعر عزيز وزملاؤه بالإحباط من صعوبة تحقيق مطالبهم. ورغم أن حقوقهم في الحصول على تعويضات واسترداد مستحقاتهم المالية مشروعة، فإنهم يواجهون بطئاً إدارياً ومشاكل في التعامل مع المؤسسات، ما يصعّب الوصول إلى العدالة. يؤكد عزيز على أن مطالبهم عادلة ويأمل أن يتم سماعهم قريباً.
وأضاف: "نحن نطالب بحقوقنا المشروعة، ولكن لا توجد حتى الآن تحركات جدية في هذا الصدد"، مشيراً إلى أن هناك قضايا أوسع تتعلق بالإدارة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها في المستقبل.
التأثير على الجالية المغربية في الخارج
لم تقتصر آثار إغلاق "إنترشيبينغ" على العمال فقط، بل تأثرت أيضاً الجالية المغربية المقيمة في أوروبا، التي كانت تعتمد على أسعار التذاكر المخفضة التي توفرها الشركة لسفرها. ومع اختفاء هذه الخدمة، يواجه المغاربة في الخارج تحديات مالية متزايدة، حيث ارتفعت تكاليف النقل وأصبحت الخيارات المتاحة محدودة، مما يضيف عبئاً مالياً إضافياً على كاهلهم.
تجاهل مطالب العمال والتحديات المقبلة
إغلاق "إنترشيبينغ" لم يخلق أزمة اقتصادية فقط، بل تسبب أيضاً في أزمة اجتماعية تطال مئات العمال الذين فقدوا مصدر رزقهم. استمرار تجاهل المسؤولين لمطالبهم يزيد من حدة هذه الأزمة، ويتركهم في حالة من الغموض حول مستقبلهم. في ظل البيروقراطية والتعقيدات المؤسسية، يجد العمال البسطاء أنفسهم في مواجهة تحديات كبيرة تعيق حصولهم على حقوقهم.
ورغم هذه التحديات، يستمر عزيز وزملاؤه في النضال من أجل استرداد حقوقهم، بينما تظل القضايا المتعلقة بالإدارة والتنظيم تستدعي نقاشاً أعمق، وهو ما سنسلط عليه الضوء في مقال لاحق.