Partager sur :

الاستاد بوصوف يحدر "مغاربة إيطاليا" من التمدد الانتخابي لليمين المتطرف

اعتبر الدكتور عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية وشؤون الهجرة، أن الاستحقاقات المبكرة لانتخاب أعضاء البرلمان الإيطالي “تشكّل جولة أخرى من الصراع بين أدبيات أحزاب اليسار والحركات المدنية من جهة، وتحالف اليمين واليمين المتطرف من جهة ثانية”، موضحا أنه “بعد جولة الرئاسيات الفرنسية في ماي الماضي، وتشريعيات ألمانيا، ومؤخرا بالسويد في 11 شتنبر، لوحظ تمدد اليمين المتطرف بشكل قوي داخل المؤسسات التشريعية والتنفيذية، وهو مؤشر خطير على مستقبل انتخابات البرلمان الأوروبي القادمة”.

وقال بوصوف، في مقال له بعنوان “انتخابات إيطاليا..هل تكرس طابع اللااستقرار السياسي أم بوابة لليمين المتطرف؟”، إنه “على بُعد بضعة أيام فقط من انتخابات 25 شتنبر، مازالت الشكوك قائمة حول فرضية الأغلبية المطلقة لهذا الفريق أو ذاك”، مشيرا إلى أن “المؤكد هو ترقب اكتساح حزب جورجيا ميلوني اليميني المتطرف للعديد من المقاعد داخل البرلمان الإيطالي، كما كان عليه الأمر سواء في انتخابات فرنسا أو السويد”.

وفي ما يخص علاقة مغاربة إيطاليا بالانتخابات المذكورة، أكد عبد الله بوصوف أن عددهم يفوق 600 ألف مهاجر مغربي، ونسبة كبيرة منهم لديهم حق التصويت بحكم تمتعهم بالجنسية الإيطالية، ما يدعوهم إلى المشاركة القوية والدعوة إلى المشاركة، سواءً كناخبين أو منتخبين، من أجل وقف اليمين المتطرف، والحد من تمدد أفكاره المعادية للتعددية الثقافية والدينية، والتضييق على مكتسبات المهاجرين وطالبي اللجوء”.

هذا نص المقال:

يعيش المشهد السياسي الإيطالي على إيقاع حملة انتخابية صاخبة منذ تقديم “ماريو دراغي”، رئيس الحكومة، استقالته لرئيس الجمهورية “ماتريلا” في شهر يوليوز الماضي، حيث تم إعلان انتخابات مبكرة يوم 25 شتنبر لانتخاب أعضاء البرلمان الإيطالي، مع تبادل الفرقاء السياسيين الاتهام بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، إذ كان يتمتع الرئيس “ماريو دراغي” بثقة باقي الشركاء بكل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو…

وتجري تشريعيات 25 شتنبر في مشهد يختلف كثيرا عن تشريعيات سنة 2018، إذ خضعت فصول دستورية في شهر أكتوبر 2020 لتعديلات همت خفض أعضاء مجلس النواب من 630 عضوا إلى 400 عضوً، ومجلس السيناتو (الشيوخ) من 315 عضوا إلى 200 عضو. كما تعرضت أحزاب التحالف الحكومي، خاصة الحزب الديمقراطي، لهزات داخلية وانشقاقات امتدت أيضا إلى حزب خمسة نجوم، الذي تعرض بدوره لنزيف كبير داخل صفوفه؛ في حين عرفت أحزاب اليمين واليمين المتطرف استقرارا على مستوى القيادة والتنظيم…

ويرى أغلب المتتبعين أن الحملات والبرامج الانتخابية تأثرت كثيرا بتداعيات جائحة كورونا والحرب الدائرة في أوكرانيا وما تبعها من أزمة الغاز الطبيعي وارتفاع فاتورة الكهرباء وأزمة الحبوب والمواد الأولية…وهو ما يعني أن انتظارات الناخب الإيطالي تدور حول هذه المطالب بصفة خاصة، بالإضافة إلى ملفات المساعدات الاجتماعية والصحة العمومية والتعليم والشغل. وهنا نلاحظ أن ملف الهجرة واللجوء لم يحتل تلك المساحة السياسية والإعلامية كما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبات السياسية، بل ركزت البرامج الانتخابية بالإضافة إلى تحضير إجابات للناخب الإيطالي…على التطرق إلى دور إيطاليا على مستوى دول الاتحاد الأوروبي والناتو.

أكثر من هذا فإن انتخابات يوم 25 شتنبر قد تُعتبر جولة أخرى من الصراع بين أدبيات أحزاب اليسار والحركات المدنية من جهة، وتحالف اليمين واليمين المتطرف من جهة ثانية؛ فبعد جولة الرئاسيات الفرنسية في مايو 2022 وتشريعيات ألمانيا، ومؤخرا بالسويد في 11 شتنبر، لوحظ تمدد اليمين المتطرف بشكل قوي داخل المؤسسات التشريعية والتنفيذية، وهو مؤشر خطير على مستقبل انتخابات البرلمان الأوروبي القادمة.

وهذا بالضبط ما جعل الإعلام الإيطالي يصنف قادة اليمين المتطرف ضمن حلف بودابست، عاصمة المجر، والحزب الديمقراطي وخمسة نجوم وغيرها ضمن حلف بروكسيل، عاصمة الاتحاد الأوروبي؛ وهي تمثلات لتحالفات سياسية كبرى بين يمين متطرف يميل إلى محور “فيكتور أوربان”، الذي يضم أيضا ماري لوبان من فرنسا وحزب فوكس من إسبانيا والبديل في ألمانيا والحريات في هولندا وغيرها…وهو حلف يرفض فرض العقوبات على روسيا…وتحالفات اليسار والخضر وحركات مدنية تتمسك بالسياسات الأوروبية وبمحور بروكسيل.

لذلك فعندما انتشرت أخبار عن تمويلات روسية بلغت 300 مليون دولار لأحزاب وقادة من ضمنهم سالفيني وجورجيا ميلوني، وهي زعيمة “حزب إخوة إيطاليا” اليميني المتطرف…سارعوا التي تصنيف تلك الأخبار إلى مؤامرة تستهدف بشكل أساسي ” جورجيا ميلوني”، التي ترشحها استطلاعات الرأي لرئاسة الحكومة الإيطالية، وتكون بذلك أول رئيسة حكومة إيطالية، وتنضاف إلى لائحة النساء الحديديات كرئيسة اللجنة الأوروبية ورئيسة البنك الأوروبي ورئيسة الوزراء البريطانية ورئيسة الحكومة الفرنسية، ومثيلاتها في الدول الاسكندينافية…

فعلى بُعد بضعة أيام فقط على انتخابات 25 شتنبر، مازالت الشكوك قائمة حول فرضية الأغلبية المطلقة لهذا الفريق أو ذلك، رغم تصريحات أغلب القادة السياسيين وثقتهم في الفوز ضمن تحالفات واسعة، وهو ما يعني استحالة تكوين حكومة خارج تحالفات كبيرة. لكن المؤكد هو ترقب اكتساح حزب “جورجيا ميلوني ” اليميني المتطرف للعديد من المقاعد داخل البرلمان الإيطالي، كما كان عليه الأمر سواء في انتخابات فرنسا أو السويد…

كما لوحظ أن تش

Arabe
Partager sur :