Partager sur :

نتائج " تشريعيات فرنسا " من منظور تحليلي للأستاذ عبد الله بوصوف

تعليقا على نتائج “تشريعيات فرنسا”، قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن هذه النتائج تعد “استثنائية في تاريخ الجمهورية الفرنسية”، بالنظر إلى مؤشرات عديدة؛ أبرزها حصول حزب اليمين المتطرف بقيادة لوبان على مقاعد “تسمح له بتشكيل كتلة برلمانية”، فضلا عن فقدان رئيس البرلمان السابق لمقعده ليفشل في الحفاظ عليه.

وكان لافتا، حسب بوصوف، “حضور الشباب بقوة ودخولهم إلى قبة البرلمان الفرنسي تحت لواء حزبيْ ميلانشون ولوبان”.

وسجل الأمين العام لمجلس الجالية، الذي سبق أن شغل عام 1993 منصب رئيس جمعية مسجد ستراسبورغ، في تصريح خص به احدى الجرائد الإلكترونية المغربية ، “بروز الصوت المُسلم المساهم بشكل كبير في دعم تحالف ميلانشون، بينما كان المُمتنعون عن التصويت يرسلون رسالة قوية مفادها أن صوتهم مسموع”، متوقعا أن تواجه الرئيس ماكرون في ولايته الثانية صعوبات جمة في ظل “تدبير جد معقد، باعتباره رئيس أقلية؛ وهو ما يجعل من الوضع غير قابلٍ للحكم ingouvernable “.

مؤشرات مقلقة

وفي معرض حديثه مع احدى الجرائد الالكترونية المغربية  اعتبر بوصوف أن صعود اليمين المتطرف هو “مؤشر جد مقلق”، قبل أن يستدرك بالقول إن “اليمين المتطرف الفرنسي قد يغير خطابه بعد دخوله إلى البرلمان، بعدما كان في الولايات السابقة منتقدا بشراسة من خارجه”، داعيا بالمقابل إلى ضرورة مزيد من الاهتمام من الجاليات المسلمة بالشأن العام في فرنسا، باعتباره “ليس ترفا بل من أوجب الواجبات”، على حد تعبيره.

واستطرد المؤرخ المغربي، الذي قاد لجنة التكوين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) قبل أن يتم انتخابه نائبا لرئيس المجلس في عام 2005، بالحديث عن أن أصوات كتلة المهاجرين عموما قد “أنقذت شرف فرنسا سواء في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أو التشريعية، ليصبحوا من حُماة الجمهورية ويحققوا ترجيح الكفة”، قاطعين الطريق أمام مارين لوبان لتحقق حلم الرئاسة، في حين دعموا ميلانشون ليصير “قوة سياسية ذات وزن في المشهد”.

وتابع الخبير المغربي في شؤون الجاليات – بحكم عمله خبيرا لدى المفوضية الأوروبية ضمن برنامج «روح من أجل أوروبا» بين عامي 1997 و2003 – قائلا إن “الجاليات أبانت عن أنها صمام أمان مبادئ الجمهورية الفرنسية، دفاعا منها عن فرنسا الأنوار والمساواة والإخاء والحرية”.

علاقات الرباط وباريس لن تتأثر

بوصوف خلص، في حديثه مع احدى الجرائد الالكترونية المغربية ، إلى التأكيد على أن مخرجات الانتخابات البرلمانية لن تؤثر في علاقات الرباط وباريس على جميع الأصعدة، منوها بأن “المملكة المغربية قادرة على خلق التوازنات باعتبارها بلدا بدبلوماسية عريقة ومرنة”، خالصا إلى تنبيه النخبة المغربية من خلال اعتبار نتائج تشريعيات فرنسا “فرصة للتفكير في الانتخابات الأوروبية التي ستجرى قريبا، واحتمال تأثير اليمين المتطرف في سياسات القارة العجوز تجاه المسلمين والمهاجرين”.

يشار إلى أن ولاية النواب الفرنسيين الجدد، التي تستمر خمس سنوات، تبدأ رسميا غدا الأربعاء 22 يونيو الجاري؛ إذ يتعين عليهم التقاط صور رسمية والانضمام إلى الكتل البرلمانية التي يُفترض أن تتشكل قبل الـ28 من الشهر ذاته، وهو موعد افتتاح الهيئة التشريعية الـ16 في جلسة عامة.

 

Arabe
Partager sur :