Partager sur :

قطاع المغاربة المقيمين بالخارج : بداية التنزيل و التفعيل للتعليمات الملكية السامية الداعية لخلق آلية تليق بمواكبة تطلعات مغاربة العالم .متابعة البكراوي المصطفى

بدأ قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج  بتفعيل الدعوة الملكية المتضمنة في الخطاب الملكي السامي للذكرى 69 لثورة الملك و الشعب بتاريخ 20 غشت 2022، بـفتح و إقامة علاقة هيكلية مع الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، ووضع آلية خاصة لمواكبتهم ودعم مبادراتهم ومشاريعهم”.
في هذا الإطار احتضنت العاصمة الرباط على مدار يوم كامل الجمعة 24 نونبر الجاري، “ورشة عمل” حول مشروع “إحداث آلية خاصة لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ودعم حاملي المشاريع”، والتي طورت من أجلها منصة رقمية فازت بصفقة مناولتها شركة رقمية للتكنولوجيا يملكها ويسيرها مغاربة مقيمون بالخارج، وفق المعطيات الواردة على لسان إسماعيل المغاري، الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، خلال الجلسة الافتتاحية للورشة.
وحول هذه الورشة أفاد المغاري، بأن “هذا اللقاء يندرج في إطار المقاربة التشاركية التي يقتضيها تنزيل المشروع سالف الذكر، والذي أطلقه القطاع تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الخطاب الملكي، وتبعا لأشغال اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ولاجتماعات اللجنة التقنية واللجان الموضوعاتية المحدثة من أجل بلورة برنامج تنفيذي لتنزيل تلك التعليمات”.
وذكر المسؤول الوزاري ذاته، في كلمته، بأن “الاجتماع الأول للجنة قيادة هذا المشروع قد انعقد يوم 24 أكتوبر الماضي بالرباط، خصص لتقديم المشروع وحكامته والجدولة الزمنية الخاصة بتنفيذه”.
كما أظاف الكاتب العام لقطاع “مغاربة العالم” مخاطبا المشاركين في الورشة بأنها “تشرك فعليا 50 من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تصميم وتنفيذ هذه الآلية، ومناقشة وسائل الاستجابة لانتظاراتهم وتطلعاتهم”، إضافة إلى “إحداث فضاء لتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات بين شبكات الكفاءات الجغرافية والموضوعاتية ومختلف الشركاء المؤسساتيين”.
وبسط المغاري مضامين “ورشتين متزامنتي التنظيم”، موردا أن “الأولى مخصصة لتعبئة الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج والثانية لجانب تقني محض عن “البيانات والمتطلبات الوظيفية والتقنية للآلية”.
وعرفت هذه الورشة، التي نظمت حضوريا وعن بعد مشاركة نخبة من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، إضافة إلى 20 ممثلا عن مختلف القطاعات المعنية والشركاء المؤسساتيين.
وستسهم هذه الآلية، حسب مسؤول القطاع، في “تحسين التعرف على الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، مع تحديد الفئات ذات الأولوية وتعزيز التواصل وتشجيع التبادل والتعاون بين جميع المتدخلين في هذا المجال”.
كما شدد المغاري على أنه ستجري مناقشة “نتائج الاستبيان الذي أطلقه القطاع عبر موقعه الإلكتروني من أجل تلقي آراء ومقترحات الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج بخصوص هذا المشروع”.
و من جهته، أكد إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي حضر الجلسة الافتتاحية للورشة، أن “الخطاب الملكي لـ20 غشت 2022 كان قد بعث رسائل مهمة؛ أهمها بلورة آلية لمواكبة وتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج”، معتبرا أنها “آلية غير كافية لوحدها لكنها ضرورية”.
وبين  اليزمي ذلك، بالقول إن “مسلسل تعبئة الكفاءات معقد، ويجب أن يأخذ بعين الاعتبار أولا حاجيات المغرب، ثم تجارب سابقة (أول اجتماع للكفاءات المغربية بالخارج في 1993) وكذا تحولات أساسية تعرفها الجاليات المغربية مع عوْلمتها وتأنيثها”، مع التحدي الأساسي لهذه الآلية الذي هو إدماج الأجيال الجديدة التي ولدت وترعرعت في بلدان الإقامة ولا تعرف المغرب كثيرا”.
و وفق معطيات المنظمين فأن الآلية المحدثة تسطر 3 أهداف كبرى؛ الأول “إشراك الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تصميمها وتطويرها”، الثاني هو “مناقشة الوسائل التي من شأنها الاستجابة لانتظارات وتطلعات الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج”، فيما الهدف ثالث  يرتكز على “إحداث فضاء لتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات بين شبكات الكفاءات الجغرافية والموضوعاتية والشركاء المؤسساتيين”.
ويتطلع قطاع “مغاربة الخارج” إلى نتائج من وراء مشروع الآلية هي “تطوير قاعدة معارف/أفكار لإغناء المرحلة الأولى من المشروع الخاص بتصميم وتنفيذ آلية لتسهيل تعبئة هذه الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج”. كما يأمل  “ضمان المشاركة الفعالة للكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تطوير هذه الآلية”، مع “إحداث فرص للتعاون بين الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج والشركاء”، وفق المعطيات ذاتها.
الفئة المستهدفة من الآلية ضمت، بالإضافة إلى “كفاءات مرجعية” (أبرزهم المخترع والمبتكر المغربي رشيد اليزمي الذي حضر للورشة)، 50 من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بـ12 بلدا للإقامة من القارات الخمس (40 حضروا بشكل مباشر و10 عن بعد) يمثلون شبكات الكفاءات الشريكة”.
و أشاد العالـم المغربي رشيد اليزمي، مخترع بطاريات الليثيوم القابلة للشحن وأحد أبرز كفاءات المغرب بالخارج، بانعقاد الورشة مؤكدا أنها “تجسيد للتوجيهات والعناية الملكية بهذه الفئة من المغاربة، لا سيما حاملي مشاريع في مجال التكنولوجيا أو ريادة الأعمال أو قطاعات للأنشطة مهمة لمواكبة الدينامية التنموية المغربية”.
من جهتها، أعربت مريم الإدريسي، رئيسة “جمعية الأطر المغاربة المقيمين بفرنسا”عن سعادتها البالغة بالمشاركة في هذه الورشة.
وقالت الإدريسي إنها “مشاركة للمساهمة في أشغال الورشة التي ستسْتمع لآراء أطر وكفاءات مغاربة من مختلف القارات”، معبرة عن آمالها بأن “تسفر عن نتيجة إيجابية بالنسبة للمغرب ومغاربة العالم”.
واعتبرت رئيسة “جمعية الأطر المغاربة المقيمين بفرنسا” أن النقاش يركز على “كيفية خلق آلية لتعبئة الكفاءات المقيمة بالخارج؛ وهي خطوة أساسية وإيجابية تعطي أكلها في المستقبل القريب”

Arabe
Partager sur :