Partager sur :

الانتخابات التشريعية بين مسؤولية الصوت و رهان تنزيل النموذج التنموي الجديد بقلم : زكية بوقديد / تطوان

على مقربة أيام ، سيكون المغاربة قاطبة على موعد مع محطة مهمة في رسم مسار تسيير مؤسسات البلاد ؛ فكل الأنظار ستتطلع بأمل يوم 8 شتنبر إلى من سيقود شؤون تدبير و تسيير الحكومة و كذا الجماعات و الجهات ؛ و هنا يكمن هاجس المواطنة المغربية و المواطن المغربي ، و يؤرق بالهم استفهام عويص : من يمكن أن يؤمن له من الأحزاب في أن يقود حكومة المستقبل بعد تراجع مؤشر ثقة المواطنين في الأحزاب ؟! ، هذا التراجع قسم المواطنين إلى ثلاث فئات ، فئة لا تبني صوتها على مشروع الحزب و برنامجه و نهجه الفكري ، و إنما يقوم بناء على العلاقات : القرابة ، الصحبة ، الجوار ، المصلحة . و فئة رافضة و عازفة عن التصويت لا تكلف نفسها حتى عناء النظر في البرنامج أو الأشخاص المرشحين . و بين الفئتين فئة الحيارى بين الرغبة في القيام بالواجب الوطني من أجل المساهمة في رسم خريطة البلاد السياسية بالرغم عدم اقتناعها بنزاهة مجموعة من المرشحات و المرشحين ، و بين العزوف الذي يعتبر تكريسا لهيمنة القوة الفاسدة و قوة المال .
فإذا كانت الفئة الأولى رسمت خطة الطريق في التصويت و الفئة الثانية التي تمثل الجانب السلبي في عملية التصويت فإن الثالثة  تحس أن على عاتقها ثقلا صعب أداء مهمته بين ضغوط الأولى : فلان أشرف من فلان ، و فلانة أكثر كفاءة من فلانة ، لينحصر النقاش على الأشخاص و تداول حياتهم الخاصة بعيدا عن المشروع السياسي . و بين سلبية الثانية التي تعطيك نتائج التصويت قبل يوم الاقتراع : كلهم من طينة واحدة ، و الحزب الفلاني هو الذي سيقود الحكومة ، و ستتشكل الأغلبية من ... و من .... و من ..... و ستكون في المعارضة الأحزاب التالية ..... هذه الفئة هي التي تكتفي بالتمدد  وهي ترتشف القهوة و الجريدة بين يديها أمام جهاز التلفاز تحلل و تناقش مع صوتها الداخلي لا تحرك ساكنا ، هذه الفئة هي أسوأ من الفئة الأولى ، لأنها تمثل الحلقة المفرغة التي تصنع انتخابات مختلة النتائج ، و تقطع الطريق على تكريس مسار صحيح و تجعل الفئات الهشة عرضة للمزايدات في سوق الانتخابات ، و تدفع الحيارى إلى السقوط في انتخاب الشخص بعيدا عن النهج و المشروع السياسي ، لتستمر ريما على عادتها القديمة ؛ فلا داعي بعد الانتخابات الشكوى من من يقوم بشؤون قرانا و مدننا . و صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان صريحا و شفافا مع شعبه في خطاب ذكرى 62 من ثورة الملك و الشعب 20 غشت 2015 ، حين حملنا مسؤولية التصويت و أنها أمانة ثقيلة على المغاربة لأنه وسيلة ل : " تغيير طريقة التسيير اليومي لأمورهم أو لتكريس الوضع القائم ، جيدا كان أو سيئا " .
نحن اليوم نقترب من يوم الاقتراع ، فأيها الممدد أمام التلفاز تصنع اليأس بفنجان قهوة قم و اصنع الحدث مع ذاك الحائر ، لتقوض مساعي من يشتري الذمم و يتقوون على حساب الفئات الهشة ، لتكن في مستوى تطلعات قائد هذا البلاد ، لنكون له شعبا يرسم معه رهانا و تحديا نحو تنزيل الثورة المتجددة أساسها تطلعات النموذج التنموي الجديد .
فالصوت أمانة و المستقبل رهين اختياراتنا ، و صاحب الجلالة كان واضحا معنا فلاداعي للتملص من مسؤوليتنا .

Arabe
Partager sur :