Partager sur :

نتائج الانتخابات التشريعية و ذكاء المواطن /بقلم زكية بوقديد

طيلة هذه الفترة التي ينتظرفيها المواطن المغربي تشكيل الحكومة التي ستباشر عملها ، سيظل هذا المواطن يترقب بأمل و تفاؤل مسارا قويا لحكومة يقودها بالأغلبية حزب انتخبه المواطنون كرد فعل عقابي لسابقتها .
إن المتأمل للأجواء التي صاحبت الانتخابات التشريعية من تبادل الاتهامات بين المرشحين حول شراء ذمم المواطنين أو إرشائهم ، و كذا استغلال الجهل و الأمية و الهشاشة في معركة المنافسة الانتخابية ، إلى جانب تشكيك العازفين عن التصويت في مصداقية الانتخابات و نتائجها.....لكن المتأمل في عمق نتائج الانتخابات التشريعية سيجد أننا كسبنا الرهان ، رهان صوت مواطن ذكي . هذا الذكاء يمكن قراءته في نتيجة حزبين كبيرين نديين و في نفس الوقت كانا معا تحت مظلة الحكومة  المسيرة ؛ في نتيجة حزب قاد الحكومة لولايتين بأغلبية ساحقة يخرج اليوم خاوي الوفاض و بفشل ذريع و زفة مخلوع كسير ، و بين نتيجة حزب حصد الأغلبية ، يقوده أمين عام شهد مقاطعة المواطنين لمنتوجات شركاته في مقدمتها شركة إفريقيا لإنتاج المحروقات بسبب الزيادات في منتوجاته . إنها المفارقة الذكية التي برهن عليها المواطن المغربي في تصويته الذي أسفر على : 
1* الخروج الذليل لحزب العدالة و التنمية و هي رسالة عقاب لكل حزب لن يفي بوعوده و برنامجه و لا يستثمر في الرأسمال البشري.
2* صعود حزب عوقب أمينه بالأمس بالمقاطعة ، و يمنح له اليوم الأغلبية ليسير شؤون البلاد ، و هي رسالة ليست بالهينة بل تحمل جسامة المسؤولية و أن الحزب أمام محك حقيقي ينبغي أن يبرهن فيه على مصداقيته ، و خصوصا أن الحزب بنى برنامجه على التزامات مغرية مع المواطنين المتمثلة في الخروج من الأزمة بنجاح و خلق فرص شغل و بناء دولة اجتماعية ، و ذلك من خلال تنفيذ أحكام الورش الملكي القاضي بتعميم الحماية الاجتماعية و تقليص الفوارق الطبقية و محاربة الفقر و جعل الرأسمال البشري في صلب النموذج التنموي ، و جعل كرامة المواطنين من أولى الأولويات . 
و قد أعلن الحزب الفائز التجمع الوطني للأحرار  في أكثر من مناسبة و ضمنها ضمن برنامجه الانتخابي أنه قادر على تحقيق خمس التزامات : 
1* الدفاع عن قيم التماسك الاجتماعي .
2* حفظ كرامة كل مواطن .
3* الفعالية في التطبيق و مواجهة الأزمات .
4* تحقيق تكافؤ الفرص .
5* الشفافية و الوضوح . 
و من هنا نكتشف ذكاء المواطن المغربي الذي لم يرتشى و لم يشرى فصوت لمن عاقبه بالأمس ليكون قائدا لحكومة اليوم . فهو وضع حزب التجمع الوطني للأحرار في امتحان عسير فيه المرء يعز أو يهان . 
و هذا يفند ما دونه الحزب في برنامجه " برنامج الأحرار 2021 - 2026 " ( ينبغي على هذه الدولة الاستراتيجية معرفة طرائق التجدد الذاتي و إظهار روح الابتكار في المجال الاقتصادي بناء على العبر المستخلصة من الماضي و في تأقلم مع الحاضر و دواعي الإنعاش على المدى القصير .) 
إنه مواطن اليوم كسب الرهان  و فرش للحزب الحاكم  البساط الأحمر ليدخل الحكومة من بابها الواسع و هو يترقب بذكاء : هل الحزب الفائز سيستخلص العبر كما جاء في برنامجه مما أصاب الحزب القائد للحكومة السابقة ؟!.
تساؤل و انتظارات إنه رهان المواطن الذكي .

Arabe
Partager sur :