Partager sur :

"دور الأقمار الصناعية في كشف شهود الزور و تحقيق العدالة الجنائية

 

 

بحث علمي من عمق التجربة  

السيدة ليلى الزعروري خبيرة في مجال الطيران، وباحثة متخصصة في الأدلة الجنائية الفضائية، ومهتمة بالشؤون القانونية و الإصلاح القضائي { جنيف سويسرا} 

في البحث السابق، تناولتُ دور المسافة والطبيعة المحيطة في التأثير على دقة الشهادة. أما في هذا الجزء، فقد ركزت على الحالة الجوية، موضحةً كيف يمكن أن تسهم في حدوث شهادة الزور، مع تسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الأقمار الصناعية في كشف الحقائق بدقة عالية، بغض النظر عن الظروف الجوية.}

 

📍 جنيف سويسرا 

ظاهرة شهود الزور ودور الأقمار الصناعية في كشف الحقيقة

تُعد ظاهرة شهود الزور إحدى المشكلات الخطيرة التي تشهدها بعض الدول، حيث يُدلي شهود بشهادات كاذبة ويدّعون وقوع أحداث لم يكونوا شهودًا عليها قد تؤثر سلبًا على سير العدالة. 

ولكن، هل يمكن استخدام التقنيات الحديثة، كالأقمار الصناعية، لاستخراج أدلة جنائية دقيقة تسهم في التحقق من صحة هذه الشهادات وكشف الزيف؟ هذا التساؤل يفتح آفاقًا جديدة نحو تعزيز النزاهة والشفافية في منظومة العدالة.

 

العوامل المؤثرة على دقة رؤية الشاهد

إلى جانب العوامل النفسية والعقلية التي تلعب دوراً مهماً في تفسير المشهد وفهم تفاصيله.هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على قدرة الشاهد على الرؤية وإدراك التفاصيل: المسافة التي تفصله عن المشهد، الحالة الجوية المحيطة وظروف الطقس، وطبيعة المكان أو البيئة التي تجري فيها الأحداث.

 

دور الأقمار الصناعية في تحقيق العدالة و تحديد المصداقية

تلعب الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في توثيق الحالة الجوية بدقة لموقع جغرافي محدد في زمن معين. وتُعد بياناتها أداة ذات أهمية متزايدة في التحقيقات الجنائية، حيث تُستخدم لتقديم أدلة موثوقة حول الظروف الجوية السائدة وقت وقوع الجريمة، مما يعزز دقة التحليل ويدعم مسار العدالة.

استنادًا إلى خبرة عميقة وبحث دقيق، يمكن القول بثقة إن الأقمار الصناعية تُعد أداة حاسمة في الكشف عن مصداقية الشهادات المقدمة في سياق التحقيقات الجنائية. فبفضل التقنيات المتقدمة لهذه الأقمار، يمكن تحديد وجود الشخص المعني { الشاهد } في موقع الجريمة بشكل دقيق، تشمل التاريخ، الساعة، الدقيقة، وحتى الثانية، بغض النظر عن مرور سنوات على وقوع الجريمة.

تأثير التوقيت الزمني على دقة شهادة الشهود

يلعب عامل التوقيت الزمني دوراً حاسماً في دقة شهادة الشهود، حيث تختلف الرؤية بشكل كبير تبعاً للوقت. فمثلاً، الرؤية بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية عشرة ظهراً ليست مماثلة للرؤية بين الساعة السابعة والثامنة مساءً، حيث يتغير مستوى الإضاءة مع حلول الظلام.

تأثير الأرصاد الجوية ودقة الشهادة.

إلى جانب تحليل الموقع الجغرافي، تلعب الأقمار الصناعية دورًا جوهريًا في توثيق الظروف الجوية المحيطة بالجريمة وتأثيرها على إمكانية الإدلاء بشهادات دقيقة. فعلى سبيل المثال : ادّعى شاهد أنه عاين تفاصيل نزاع   من مسافة تتراوح بين 200 و300 متر، فبغض النظر عن المسافة و التي تلعب دورا أساسيا، و أيضا عن الظروف الطبيعة المحيطة بالمكان ، فإن الظروف الجوية تصبح عاملا حاسماً  في تقييم مصداقية  هذه شهادة.

في احدى الحالات أظهرت بيانات الأقمار الصناعية أن الطقس وقت وقوع الجريمة كان غائمًا مع هطول أمطار غزيرة، وهي ظروف تقلل بشكل كبير من قدرة أي شخص على رؤية التفاصيل بوضوح من تلك المسافة و في تلك الظروف الجوية . 

دور الأقمار الصناعية في التحقق من تواجد الشهود بمسرح الواقعة { الصور}.

يُعد التحقق من صحة وجود الشاهد في مكان الواقعة أحد الجوانب التي يمكن إثباتها علمياً باستخدام الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية. وتُسهم هذه التقنية المتقدمة في تقديم أدلة دقيقة وموثوقة، تساعد على تأكيد أو نفي تواجد الشاهد في الموقع المحدد وقت وقوع الحادثة، مما يعزز من دقة وموضوعية التحقيقات.

في غياب شهود عيان آخرين يمكنهم تأكيد حقيقة وجود الشاهد، تبرز أهمية استخدام الأدلة التقنية الحديثة من خلال الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية ، حيث ان هذه الصور توفر وسيلة موضوعية ودقيقة للتحقق من تواجد الشاهد في مكان الحادثة، مما يسهم في تعزيز مصداقية التحقيقات وكشف الحقيقة.

و بناءً على هذه المعطيات، يصبح من غير المنطقي قبول الشهادة كما قُدمت، مما يشير إلى احتمال كونها شهادة زور.

 

أهمية التحليل العلمي 

إن إدماج التكنولوجيا، لاسيما الأقمار الصناعية، في منظومة العدالة ليس رفاهية بل ضرورة ملحة، حيث تبرز هذه التقنيات دور الأقمار الصناعية كأداة دقيقة وموضوعية تُستخدم لتحديد المواقع و تقييم  مدى تطابق الشهادات مع الواقع، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز من موثوقية البينات العلمية في دعم العدالة و كشف الحقائق، ما يجعلها جزءا لا غنى عنه في التحقيقات الجنائية الحديثة .

وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72).

إقرأ المزيد :

https://maglor.fr/mre/alaqmar-alsnayt-thwrt-lmyt-tzz-mwsst-alathbat-aljnayy-w-mnzwmt-aldalt

{ يتبع}

Partager sur :